07 - 05 - 2025

وجهة نظري | مواطن صالح

وجهة نظري | مواطن صالح

بعد سنوات من التعب والإحباط والياس نتوقف أحيانا لنتساءل ..ماذا لو غيرنا حياتنا رأسا على عقب .. قررنا إعادة النظر فيما نعتبره من الثوابت التى لايمكن تغييرها أوالمساومة عليها أو  التنازل عنها .. أن نصبح أكثر واقعية وبراجماتية وإنتهازية لو سنحت لنا الفرصة .. أن نكون أكثر مرونة فيما نعتبره حائطا صدا صلدا لايجوز المساس به أو حتى الإقتراب منه .. أن نغض الطرف عما  نعتبره جريمة وخيانة وفسادا لايمكن السكوت عليه ..ماذا لو تعلمنا طرق النفاق والتزلف والرياء . وأجدنا التطبيل لكل حاكم .. ماذا لو تركنا عقولنا للآكلين على موائد السلطان . المسبحين بحمده ليل نهار ..لنقتنع بكل مايحاولون الترويج له .. نحلم بناطحات سحاب ومدينة ملاهى وملايين الأفدنة الخضراء ومليارات الدولارات تتدفق علينا من سفن عملاقة تعبر تفريعة قناة السويس الجديدة لتحسم قلقا راودنا وسوء تقدير أججه سوء ظن بعدم جدوى ذلك المشروع الذى إعتبروه عملاقا قبل أن ندرك أنه تم خصيصا من أجل رفع روحنا المعنوية .. كم كنا حمقى غافلين عندما لم ندرك وقتها قيمته .. لم نقدر أن الروح المعنوية أهم كثير من لقيمات يقمن صلبنا باتت عصية على ملايين بفعل قرارات إقتصادية قاسية ، شددت الخناق على طبقات مطحونة وعصفت بأخرى كانت تتمتع بالستر وقدرا لاباس به من حياة كريمة ..كم كنا مخطئين عندما سددنا عقولنا لجوقة المبرراتية الذين لم يدخروا وسعا فى إقناعنا بجدوى تلك المشاريع العملاقة .. تسرعنا قبل أن نعيش تلك الحالة من النعيم ورغد العيش ..كانت نظرتنا ضيقة ولم ننظر لنصف الكوب الممتلئ .. إعتبره البعض وهما وآخر رآه سرابا وثالث أطلق عليه "" فنكوش"". سنوات مرت قبل أن ندرك أنه حقيقة ملموسة لكن قصر نظرنا لم يدرك سطوعها الجلى ..لم يدرك حجم التغيير والأهم قدر الحرية التى بتنا جميعا ننعم بها .. وهل ننكر أن حملات الترويج الداعية لإعادة إنتخاب الرئيس هى أكبر دليل على ذلك .. ألم نلمس بأنفسنا حجم البراح الممتد للقائمين على حملة ""عشان تبنيها "" وأخواتها من حرية وتأييد وترويج إعلامى محتضن ومؤازر لها ليمهد لها الطريق للوصول لتلاميذ المدارس لنرى وجوههم الصغيرة المبتسمة ببلاهة بينما تحمل أيديهم الصغيرة إستمارات الحملة غير مدركين أنهم يتلقون دون وعى منهم أول دروس النفاق .. هو من المؤكد أنه الدرس الأهم ربما تمر سنوات قبل أن يدركوا ذلك ..عندما تنضجهم التجربة ويكشر الواقع عن أنيابه وتتكشف لهم الحقيقة  ..سيخفق البعض فى تعلمه لكن سيتقن البعض تعلمه وسيتقنه كثيرون لنراهم يحتلون المراكز الأعلى فى كل المجالات . سنحفظ وجوههم وأمائهم عن ظهر قلب ستملأ صورهم الشاشات والصحف سيصبحوا نجوما متالقة دوما تغطى رؤائح عطورها الباريسية كم العطن الذى تخبؤه نفوس بعضهم الفاسدة، حتى لو تسربت بعضا منها ستنزوى قليلا لتخمد السنة الحمقى المتربصين ثم تعود ثانية لسابق عهدها من التألق والإبهار بل تعود أكثر إبهارا .. سيراقب الحمقى من دعاة العيش والحرية والعدالة الإجتماعية . بلهاء الضمير والثورة ، يتقوقع بعضهم على ذاته ويكتئب آخر ليموت كمدا وحسرة ويعيد ثالثا حساباته ويستسلم للواقع شيئا فشيئا حتى يعترف فى نفسه مثلما إعترف وينستن سميث بطل رائعة جورج أورويل  1984 "لقد أحببت الأخ الكبير "" .. وقتها سيرحب به الجميع مواطنا صالحا فى عيون النظام

مقالات اخرى للكاتب

قانون الإيجار القديم .. لغم لا يحمد عقباه